تسمم الحمل هو حالة مرضية نادرة الحدوث ومع ذلك إن حدثت فهي تمثل خطر شديد على المرأة أثناء الحمل، حيث أن تسمم الحمل من الأمور الخطرة جدًا على كل من الأم والجنين،لذلك يجب على كل امرأة حامل أن تتعرف على الأسباب التي تؤدي لحدوثه وكيفية علاجه والوقاية منه حتى يمكنها تجنب هذا الأمر قدر المستطاع.
ما هو تسمم الحمل؟
تسمم الحمل هو مرض يتطور في 3٪ -5٪ من حالات الحمل، عادة بعد الأسبوع العشرين من الحمل كما يصل إلى ستة أسابيع بعد الولادة، ويمكن أن يعرض الأم والجنين للخطر. إنه مرض يحدث فيه تلف متعدد الأجهزة لجدران الأوعية الدموية للأم (الخلايا البطانية) ، والتي يمكن أن ترفع ضغط الدم وتضر بأعضاء مثل الكلى والكبد والدماغ. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يضعف تدفق الدم إلى المشيمة (العضو الذي يربط الأوعية الدموية للأم بأوعية الجنين. ومن خلاله يحدث التمثيل الغذائي بينه وبينه ويتم تزويده بالعناصر الغذائية والأكسجين) ، مما يضعف النمو من الجنين.
تسمم الحمل الخفيف
يُعرَّف تسمم الحمل الخفيف بأنه ضغط دم أعلى من 140/90 ولكنه لا يتجاوز 160/110 في اختبارين يفصل بينهما ست ساعات على الأقل. أو عند ظهور إحدى العلامات التالية:
- صداع أو تشوش الرؤية أو ألم في البطن.
- زيادة في مؤشرات وظائف الكبد وانخفاض في عدد الصفائح الدموية.
- زيادة وظائف الكلى أو قلة التبول (أقل من 400 مل في اليوم).
- وذمة رئوية.
- التشنجات (تسمم الحمل).
ما هي أسباب تسمم الحمل؟
لم يتيقن العلماء والأطباء حتى الآن من التوصل إلى أسباب تسمم الحمل اليقينية، ولكن يُعتقد أنه ينتج من الأسباب الآتية:
1- ارتفاع ضغط دم أثناء الحمل، حيث يؤدي إرتفاع ضغط الدم إلى تدمير مختلف الأوعية الدموية في الجسم، ينتج من إتلاف الأوعية الدموية حدوث تورم وتأثير على دماغ الأم والجنين.
2- اختلال في وظائف وتكوين المشيمة ويحدث نتيجة عدم نمو الأوعية الدموية بها بشكل جيد مما يقلل من كمية الدم المتدفق خلالها.
ومن الأسباب التي تؤدي لضعف تطور الأوعية الدموية في المشيمة هو ضعف في الجهاز المناعي بجسم الأم، أو نتيجة وجود چينات معينة، وحدوث أي نوع من الاضطرابات في مستوى ضغط الدم، وأحيانا نتيجة عدم تدفق كميات كافية من الدم إلى الرحم.
3- الإصابة بأمراض في القلب والأوعية الدموية.
حيث أثبتت الدراسات أن مرضى القلب والأوعية الدموية من النساء الحوامل هم أكثر عرضة من غيرهم للتعرض لتسمم الحمل.
ما هي أعراض تسمم الحمل؟
تتعدد أعراض تسمم الحمل، ويجب إخبار الطبيب المتابع عند ظهور أي أعراض عن المرض وفيما يلي أهم تلك الأعراض:
- ارتفاع ضغط دم أثناء الحمل.
- حدوث تورمات في مناطق مختلفة من الجسم مثل الوجه واليدين.
- الإصابة بالصداع المتكرر.
- زيادة ملحوظة وغير طبيعية في وزن الأم.
- الشعور المتكرر بالغثيان.
- الرغبة في التقيؤ لمرات متعددة.
- الإصابة بمشاكل في الرؤية والنظر مثل تشوش الرؤية وقد تتطور الحالة بسرعة حتى تصل لفقدان البصر.
- وجود مشكلة وصعوبة في التبول والإحساس بالألم.
- وجود آلام في الجزء العلوي الأيمن من البطن.
- حدوث نوبات من التشنجات والصرع.
- فقدان الوعي لمرات متعددة.
- الهياج.
ما هي مضاعفات تسمم الحمل؟
من الممكن حدوث مضاعفات تسمم الحمل، ويمكن أن تكون خطيرة في حالات الإهمال وعدم اللجوء السريع للطبيب عند ظهور الأعراض.
تشمل المضاعفات ما يلي:
- تقييد نمو الجنين للحجم الطبيعي بسبب عدم وصول كميات كافية من الدم إلى المشيمة لذلك يولد الطفل في حجم صغير عن المعتاد.
- حدوث الولادة المبكرة ومضاعفاتها التي تؤثر على الدماغ والسمع والبصر.
- حدوث السكتة الدماغية.
- حدوث نوبات متكررة من التشنجات.
- تراكم كميات كبيرة من السوائل في منطقة الصدر.
- الإصابة بفشل في عضلة القلب.
- الإصابة بالعمى العكسي.
- حدوث نزيف في الكبد.
- تعرض الأم لحدوث النزيف بعد ولادة الجنين.
- تلف في خلايا الدم.
- الإصابة بمتلازمة هيلب في حالة تأثير التسمم على خلايا الكبد وخلايا الدم واتلافها.
- انفصال المشيمة عن الرحم بشكل مفاجئ والتي يمنع اكتمال الحمل وموت الجنين.
علاج تسمم الحمل
- عند تشخيص حالة المريضة والتأكد من الإصابة بالتسمم يجب الإخضاع للولادة بشكل عاجل.
- عند وجود مخاطر على الأم والطفل يفضل إدخال الأم إلى المستشفى لمتابعة تطور الحالة بانتظام.
- أثناء التواجد في المستشفى يتم متابعة مستوى ضغط الدم بشكل منتظم، وأخذ عينات من البول لفحصها، قياس مستوى البروتين في الجسم.
يمكن علاج تسمم الحمل أيضا باستخدام بعض الأدوية كالآتي:
- أدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم تحت إشراف الطبيب.
- استخدام الستيرويدات القشرية وهي أدوية الكورتيكوستيرويد.
- الأدوية المضادة للتسمم.
يجب أيضا الراحة التامة للأم أثناء فترة الحمل خاصة في حالات الإصابة بالتسمم.
كيفية الوقاية من حدوث التسمم أثناء الحمل؟
هل فكرتِ من قبل في سؤال كيف أتجنب زلال الحمل؟ في الواقع، حتى يومنا هذا يهتم الأطباء كثيرًا بالبحث عن طرق من أجل الوقاية من تسمم الحمل وفيما يلي بعض الإرشادات لتجنب الإصابة بالتسمم:
- الاهتمام بتناول الأغذية المحتوية على ڤيتامين د حيث يعتقد العلماء بوجود علاقة بين نقص هذا الڤيتامين وحدوث التسمم.
- تناول جرعات منخفضة من الأسبرين تحت إشراف الطبيب في حالة وجود تاريخ مرضي مع ارتفاع ضغط الدم، أو الإصابة بأمراض الكلى، أو مرض السكري، أو أمراض المناعة.
- تشمل الجرعات حوالي واحد وثمانون ملليجرام، ويتم بدء تناوله بعد مرور اثنا عشر أسبوعا من الحمل.
- تناول مكملات الكالسيوم تحت إشراف الطبيب أو تناول كميات كافية من الأغذية المحتوية على الكالسيوم لتجنب الإصابة بنقص الكالسيوم.
- المحافظة على وزن الجسم قدر المستطاع من أهم طرق الوقاية من تسمم الحمل.
- العناية القصوى بحالتك وحالة الجنين أثناء فترة الحمل.
متى يجب زيارة الطبيب؟
في حالة ظهور أحد أعراض التسمم يجب التوجه فورا لزيارة الطبيب حتى إذا كانت في صورة بسيطة وغير مؤلمة.